لا تسعــى بين النّاسِ كذباً ..!
أكتوبر
26
سيدي العزيز الإبن عدي:
أواصل معكَ حديثي هذه المرة حول السعي بين الناس كذباً
فأقول وبالله التوفيق:
” صديقي العزيز:
إن النجاح وإثبات الوجود يتطلب منك عملاً جاداً
وسعي حثيث وعدم اكتراث أو توقف
ستجد من حولك الناس سراعا في الصعود
لكنهم لا يلبثون أن يسقطوا في الحضيض
حتى إنك تستغرب من هذا السقوط المريع
فيتسلل إليك الخوف من الدنيا وتبدأ في ترديد
إن الدنيا عجيبة غريبة وتنقلب على أصحابها “
.
.
” عزيزي ليس بعد:
إن الدنيا ليست غريبة لكن طمع الناس فيها
يجعلهم ينسون رسالتهم الحقيقية وهي خدمة البشرية
فيستخدمون الكذب والتحايل للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم
ويستخدمون خدمة الناس طريقاً للوصول إلى ملذاتهم
ولا يهمهم لو ساروا على الجثث أو سرقوا الرتب
لكنهم لا يلبثون أن يتنحوا أثناء السباق
إن حيلتهم هي الكذب والخداع ..”
.
.
صديقي الجميل:
” تستطيع أن تكذب مئات المرات وتستطيع أن تصل
إلى ما تريد لكن ثق أنك ستسقط يوما ما
ولو غرك طول الأيام والسنين وخيل إليك أنك باق بكذبك
ووشايتك وسعيك بين الناس إفساداً من أجل الوصول
فإن ساعة السقوط ستأتي ولو طالت الأيام
ولك فيما حدث في تونس ومصر في عام ٢٠١١م آيه
فقد كذب كل من حسني مبارك رئيس مصر وزين العابدين رئيس تونس
واستمروا ثلاثين عاماً لكن الله أسقطهم عندما بلغوا من الكبر عتياً “
.
.
سيدي الفاضل:
” إن الكذب والسعي إلى الى بيع الضمائر والحقوق آخرها سقوط
صحيح إن السعي في الطريق الصادق طويل ومعتم ومرهق
وتصل فيه ساعات إلى فقدان الثقة في نفسك وفي مجتمعك وكذلك من حولك
لكن ثق بأن النجاح سيكون في نهاية النفق وستكون بين الناس حميدا
وذكرا مرفوعا، وسيتحدثون عنك في حياتك وعقب مماتك ..
ستكون رسولاً في الأخلاق الحميدة، وستجد التقدير ..”
.
.
صديقي العزيز:
” إن الكذب والسعي بين الناس قد يستخدم فيه الدين أو المال أو الجاهة
لذلك احذر من استخدام أيا مما سبق ذكره فإن استخدام الدين أمر مرير
سيكون الله في الصف الآخر سيحاربك وينهي اسطورتك الصغيرة
أما المال فستنقلب عليك الأيام حتى لا تجد بيتا يؤويك أو خبزا تأكله
لذلك احذر “
.
.
صديقي العزيز:
” في نهاية المطاف كن صادقاً مع الله ثم مجتمعك ..
ولا تخف من تأخر النجاح بل خف من عدم وصول رسالتك في الحياة بشكل جيد
فقبل الرحيل إلى الله .. سيكون عليك مواجهة نفسك وأمتك ..
وأكرر للمرة الأخيرة:
لا تسعى بين الناس كذبا ..
وكما قيل: الكذب .. حبله قصير”
أواسط أكتوبر
٢٠١٣م
آخر الردود