أمستردام .. ومفاجأة الفندق ..!
أكتوبر
21
الساعة هي ١٢.٥٣ صباح الأثنين الموافق ٢١ أكتوبر ٢٠١٣م
الموافق 16 ذي الحجة ١٤٣٤هـ وأكتب هذه المدونة من أحد الفنادق
المطلة على القنوات المائية المنتشرة في أنحاء مدينة أمستردام الهولندية
وأواصل الحديث:
عندما تسللتُ لغرفة الفندق مع صديقي وجدتُ مفاجأة جميلة
وهي أن الحمام أكثرُ فخامة من الغرفة، وهذا يحدث في النادر فلم أشاهد
فندقاً بهذه الكيفية لا أدري ما السبب أو ما الهدف، قد يكون طرئ أمر على هذه الغرفة
لا يهم ..!
.
.
لعل من أبرز المشاهدات التي لفتت نظري في مدينة أمستردام الرائعة
أن أهلها ودودون للغاية فلا يكادون يعرفون أنك أجنبي وسائح إلا ويقومون
بمساعدتك وتزويدك بالمعلومات التي تريدها ويزيدون في ذلك إحساناً وكرماً
.
.
وأذكرُ أن صديقي سأل أحد الهولنديين ونحن في مدخل (الترام) – وهي حافلة مثل
القطار غير أنها تسير على قضبان حديدية وتنقلاتها داخل المدينة فقط – عن مكان ما
فقام الهولندي بتوصيف صديقي علماً باللغة الإنجليزية حيث أن الإنجليزية شائعة في هذه المدينة اللطيفة
وبادر بمساعدتنا ووقف إلى جوارنا وزاد في الشرح مع الابتسامة الفائقة
ولم يتركنا حتى نزلنا من (الترام) بعكس الإنجليز ذوو الأخلاق الصلفة
والذين لا يقيمون للود ولا للمحبة أي تقدير ونحن نعاني منهم كمبتعثين
فلو سألت أحدهم عن شيء ما لبادرك بعدم المعرفة وربما في أحسن الأحوال
طلب منك البحث عبر الانترنت .. إنهم سيئون للغاية في التعامل مع الأجانب ..!
.
.
من أبرز المشاهد رأيتُ خطافات في أعلى المنازل ولها (بكرة) تتدلى للتحميل والتنزيل
وعندما سألت أحدهم عن هذه الخطافات التي أراها فوق كل مبنى المكون من طابقين
وثلاثة، قال إن الدرج الداخلي ضيق للغاية ولذلك يعمد أصحاب هذه المباني لاستخدام
الخطافات الخارجية لرفع الأثاث أو الأجهرة وإدخالها مع النوافذ الكبيرة للغرف ..
ولعلني أدرج صورة خلال الأيام القادمة لهذه الخطافات خلال هذا الموضوع.. !
.
.
في أمستردام لا يمكن للمرء أن يبني طوابق كثيرة فتربة أمستردام لينة للغاية ولا تتحمل
بل إن المعماريين يقومون بتثبيت الخشب بالأسفل ولمسافات عميقة كي يقومون ببناء الأدوار المتعددة
.
.
التراث في أمستردام محفوظ فالدولة الهولندية تحافظ عليه وتساهم في دعم أصحاب
التراث من خلال مساعدتهم أثناء الترميم ببعض الأموال، ولا يسمح مجلس المدينة
بأي ترميم إلا بعد العودة إليه ووفق ضوابط مشددة فهم يدركون أن التراث ملك للأجيال
وفي هذه النقطة بالذات أتذكر تاريخ المدينة المنورة ومكة المكرمة والذي دمر بالكامل
ولم تبقى منه وخاصة في المدينة سوى 40 موضعاً تراثياً كنت اطلعت عليها إبان
عملي في جامعة طيبة وكذلك من خلال عملي في صحيفة عكاظ السعودية ..!
.
.
في أمستردام المتناقضات والمتشابهات كلها تسير جنباً إلى جنب سواء فيما يتعلق
بالإنسان أو بالتراث أو بما يتعلق بالأديان فمعروف عن هولندا تسامحها الديني
فمثلاً كان اليهود ربع سكان أمستردام الهولندية وكانوا يعيشون في هناء
لكن النازيين الألمان أغاروا عليهم وقتلوهم وشردوهم وهناك متحف لليهود في أمستردام
يعرض تاريخهم في هذه المدينة الجميلة، وقد زرته وسأكتبُ عنه في وقت لاحق.
.
.
لفت نظري أن الهولنديين ضخام الجثة لكن ليس الغالبية ويشتركون في أنهم ليسوا
جميلين، فضخامة الوجوه صفة متشابهة بينهم وكذلك عظمة الأنوف وهم بالنسبة
للألمان والإنجليز أقل جمالاً وكذلك نساءهم وهذا أمر مستغرب بالنسبة لي
فحسب بيئتي الصحراوية في السعودية فإن كل شقراء جميلة، ولكن ما رأيته في هولندا
العكس فكل الشقراوات غير جميلات ولم أرى جميلة تلفت النظر بل نساء عاديات جداً
والحال ينطبق على الرجال الهولنديين ..!
.
.
الحديث يطول في هذا الباب ولكن لأن المتصفحين الأعزّاء يجدون مشقة في قراءة
أحرفي فسأتوقف عند هذا الحد ..
.
.
حسن النجراني
أمستردام
1.90 صباحاً
الاثنين 21 أكتوبر 2013
آخر الردود