لماذ يكتئب الإنجليز ..!
أكتوبر
12
بادئ ذي بدء :
عندما تعيش في مجتمعك ولا تخرج للعالم إذا أنت تمتلئ بالأفكار السلبية
.
.
سافرت كثيراً داخل المملكة العربية السعودية بحكم عملي الإعلامي ولقد أتاحت لي جامعة طيبة
المشاركة في أكثر من ٤٠ دورة علمية نظمها المعهد العالي للأئمة والخطباء بالتعاون مع وزارة
الشؤون الإسلامية والتي زرت فيها أكثر من ٤٠ مدينة ومحافظة ومدينة في جميع أنحاء المملكة
واطلعت على ثقافات في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب، ولم تتوقف زياراتي داخل المملكة
بل سافرت للمغرب ومصر وسوريا والامارات وقطر وعمان وعددٌ من الدول وتوقعت أنني ألممت بالكثير
لكن سفري من أجل دراسة الماجستير في بريطانيا كانت نقطة تحول، لقد بدأت في فهم أعمق للمجتمعات الغربية
أن تعيش وتسأل في مجتمع ما عن أي شيء تلاحظه وتجد من يجاوبك فإن كثير من الإشكاليات
ستنجلي وستوضح حقيقة لطالما بحثت عنها
إن البحث المضني يقود للجنون
والجنون يقودك لرمي التهم يمنة ويسرة ، وتصنيف البشرية
في سبيل الوصول للحقيقة وهذا ما دفع الكثير في السعودية لتعليق أي تهمة بالدين ورجاله
نعم قد يكونون سبب فيما نحن فيه لكن لا يتحملون المسؤؤلية كاملة
إذا من يتحمل المسؤولية؟
.
.
مساءات سبمتمبر ٢٠١٣ م كانت لذيذة فالمطر ينهمل برذاذ يداعب الوجوه المتعبة بعد صيف بريطانيا
ففي هذا العام مات اثنان من الجنود أثناء التدريبات بسبب الحر وضحكنا كثيراً على هذا الغرب الذي
يموت من ارتفاع درجة الحرارة ونقارن أنفسنا بهم بأننا نصبر على درجة حرارة عالية ولكن عرفتُ السبب
ولذا سأحكي لاحقاً عن موجات الحر.
.
.
في مدينة يورك جعلت لمساءات سبتمبر جمال لا يضاهيه جمال،
بيدَ أنني سألت سؤالاً مفاجأً لصديقي روجر مانرز
مفاده هل الإنجليز يصبحون أكثر كآبة عند دخول فصل الشتاء، ويصبحون أكثر تجهماً؟
لم ينفى روجر المعلومة لكنه قال إن مما يسبب الكآبة هما موجات الهواء والمطر، لكن البرد الشديد
لا يسبب ما نعتقده كعرب بأن البرد يسبب لهم هذه الكآبة
.
.
كانت كأس البيرة الخاصة بروجر قد أوشكت على النفاد ونادى بالنادل كي يسعفه بكأسٍ أخرى
وأشعل سيجاراً ونفثه في الهواء ثم أتبعه بكحة، حينها طلبتُ منه التوقف من أجل صحته لكنه لم يكترث
وفي خضم هذه الاجواء سألته سؤالاً مفاجأً من السبب فيما نحن فيه من حروب ومشاكل حول العالم
أجابني بشكل مفاجئ إنه المال والبنوك والشركات العاملة فيه باختصار إنها الصهيونية العالمية التي تعيث فساداً
حينها قلت له إننا نعتقد بأنكم أعداؤنا وأنه يجب قتالكم فأنتم سبب ضعفنا، فقاطعني : لسنا السبب لكننا ستاراً
لحرب يقودها الشيطان المتثمل في الصهيونية فهم يديرون بنوك أمريكا وهم من يتحكمون في العالم
لقد جعلوا الناس عبيداً للبنوك وأسسوا النظام الربوي المحرم أصلاً في الدين المسيحي .
فاجأته بسؤال أكثرَ إلحاحاً دام أنكم تؤكدون علاقة الصهيونية بما يحدث؟
وتذكر كتبكم بأن اليهود قتلوا المسيح عليه السلام ؟
إذا كيف تتصالحون مع اليهود من قتلوا نبيكم ؟
قلي بربك كيف تتصالحون مع قوماً قتلوا نبيكم؟
.
.
حك روجر ذقنه بكعب كرتون السيجارة وتنحنح ثم عاد للوراء وأخرج سيجاراً وأشعله
واعتدل .. وردد قائلاً: نعم قد تكون فكراً أقربُ للشيطان لكن سأجاوبك
فأسئلتك محفزة وتثيرني للتجاوب والبحث
٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
آخر الردود