بنغالي برتبة مبتعث ..!
أغسطس
30
طرق باب بيتي في مانشستر البريطانية عند الواحدة ظهرا
ساعي بريد إحدى شركات توصيل الطرود في بريطانيا
قال لي بلكنة إنجليزية: هل أنت السيد النجراني؟
قلت : نعم أنا هو
قال: هل ممكن أن تريني أي ورقة تعريف تدل على أنك السيد النجراني؟
قلت: تفضل ومددت له جوازي السعودي ..
ثم سلم لي مظروفا صغيرا ..
فتحت المظروف ..
وإذا بداخله (إقامتي) البريطانية التي تجيز لي فرصة
الدراسة في بريطانيا لمدة عام كامل
وتمنحني بعض المميزات من أبرزها عمل ٢٠ ساعة أسبوعيا ..
تنفست الصعداء ..
فقد كنت أحتاج هذه الإقامة لإنهاء إجراءات تسجيلي في الجامعة
لدراسة الماجستير في الصحافة الدولية ..
.
.
قصة قصيرة للغاية لكنها تحمل بداخلها معاني عظيمة وسامية
فأنا لأول مرة كسعودي أشعر بالفرحة التي تحصل لغير السعودي
عندما يحصل على إقامته ويبدأ في ممارسة عمله
دون خوف من مخالفة النظام ..!
كم من أجنبي صادرنا إقامته وجوازه ..
وكم من كفيل أتعب مكفوله من خلال الاحتفاظ بإقامته وجوازه
لأنه قصر في عمله أو يريد منه مالا أو غير ذلك ..!
.
.
فعلا .. تدرك كم هي الدنيا صغيرة
وكم هي الأيام تدور بشكل سريع
ففي وطني لم أنظر يوما لغير السغوديين
ومعاناتهم مع الإقامات وفرحتهم بالحصول عليها
لكن تجربة الابتعاث جعلتني أعيش التجربة
وأشعرتني كم نحن سواسية عندما نتخالط مع الشعوب الأخرى ..
.
.
نعم .. شعرت بفخر وأنا استلم إقامتي
شعور بنغالي يحصل على إقامته
غير أني بمرتبة (مبتعث) ..!
.
.
نعم نحن سواسية
عندما نختلط بالشعوب الأخرى
لكن عندما نعيش بمعزل
نتخيل أننا أولياء الله الخلّص ..
وأننا شعبه المختار
والأوصياء على شعبه ..!
.
.
حسن النجراني
مانشستر
٣٠ أغسطس ٢٠١٤
٤ ذي القعدة ١٤٣٥هـ
آخر الردود