انتهاكُ حزن ..!
أكتوبر
23
بل أنتي أشدُّ فتكاً وعذاباً
وصورتك التي تسكنني
تمزقني كالذئابا ..!
ما بالُ الهجيرِ دنا ..
ما للرحيلِ غدا سرابا
ما ليومي غادرهُ الفرح
ما لي فقدتُ الثيابا
.
.
يا هذا الذي ..
سكن دمي وجوارحي
وأزمعَ الرحيل وأخفى الجوابا
وعانقني ببسمة ..
مسّها جراحُ ونُدابا
وألقى على زندي
حملٌ يفجّرُ الدمعَ هُتافا
.
.
يا هذا ..
أرفقْ ففي الذبحِ رحمَةٌ
هلّا سَننتَ سكينك ارتياحا
وجعلتِ من حدِّه جَنّةٌ
وأمتني بلا اضطرابا
ما لهذه الأرضُ أضحت ضيقة
ما لهذا الكونِ الفسيح زادَ ارتجاجا
.
.
وودعتُ فيكِ كعبةٌ
وودعتُ في مسعاً ومطافا
وودعت فيك أروقةٌ
وودعتُ نحيبي ارتياعا
وجعلتُ غايتي صمتٌ
حتى ينتهكني حزنك انتهاكا
وتدور المعارك طحنا
وتتحطم أضلعي قتالا
.
.
فلو كان لنا سَفْحٌ
لمضيت إليه وصالا
ولبكيتُ حتى يبتلَّ الوادي
ويذوبُ الصخرَ أحزانا
ويصيحُ عبقرُ الوادي
ما أحرانا بدمعك ما أحرانا
.
.
وتدورُ بالوجدِ دورتهُ
ويسقطُ العِشقُ تمثالا
وتموتُ وردة سقيناها
من لهفنا حبا واشتياقا
وتخرُّ الأشعار في لحظة
وتضمحلُّ الأنغام وجدانا
.
.
تنتهي دروتي
وتبلغ الذروة منتهاها
ويسقط قلبي واقفا
وأسطِّرُ الحُزنَ ألوانا
يورك أواخر أكتوبر
٢٠١٣
مــــلاك الشيباني
كلماتُك مثل صوت المطر بآخر الليل ….
الصوت هادئ وآخر الليل هــــــادئ..
رائع جداً .