الذكرى الثامنة لرحيلك صديقي محمد
أكتوبر
14
في مثل هذا اليوم 19-8
وقبل ثمان سنوات ..
رحل صديق عزيز اسمه محفور في شغاف القلب
[ محمد الحارثي ]
الذي كان يملأ الدنيا صخبا ..
رغم ضحكاته الساحرة والساخرة ..
إلا أن قلبه الأبيض كان يخفي لوعة السنين ..
رحل في عز ثورة شبابنا ..
لتشيب الحياة فجأة في ناظري ..
ويذوب كل شيء خلف الوجود ..
وفي ذكراك الثامنة ياصديقي محمد ..
أرسل لك تحياتي .. إلى ثراك الطاهر ..
في كل سنة كنت أذهب إليك ..
واليوم خارج الحدود [ ألم يعقبه أمل ]
.
.
.
[ قلب يشتاق .. ولوعة لا تطاق ]
سيدي ..
لم يعد في القلب لوعة ..
تبددت وصار الفؤاد طريح ..
لم يعد في الروح فسحة ..
بل ضاقت الدنيا وأنت بعيد ..
كل يوم أقف إلى جوار قلبك ..
علني من حبك أستزيد ..
كل يوم أقول ستعود غداً ..
لكن الغد لا يأتي بجديد ..
.
.
سيدي ..
كلمات هادئة ..
ليست كالأعوام الماضية ..
كنت أصرخ في الكلمات ..
أستجديها حبا كي تتحدث ..
لكن الصراخ غدا ادراج الرياح ..
ولم يعد سوى بحة ..
جعلت من القلب أسوار للضياع ..
.
.
سيدي ..
تنام في قبرك بهدوء ..
لا يضايقك أحد ..
لا ينتمي إليك جسد ..
لا تعرف الحسد ..
لا تشتكي من جحد ..
لا تسمع طيرا صدح ..
ولا تشرب من قدح ..
.
.
سيدي ..
أناجيك وفي القلب لوعة ..
والفؤاد يتمزق بازدياد ..
الروح تأن من فرط الحشا ..
حتى الحشا صار في انتكاس ..
كيف هو قبرك ..
يا جنة المشتاق ..
كيف لحدك يوم أن أهلت عليك التراب ؟
.
.
سيدي ..
فلا وربك لا يلهيني عنك ناقة ولا جمل ..
ولا وربك أنساك لحظة بل قلبي عنك لم يسل ..
فلا وربك لا تنسيني السنين لوعة الزعل ..
ولا وربك أسمع فيك قلبا ولا نجما أفل ..
.
.
سيدي ..
نم في قبرك مطمئنا ..
فالدمع قد جف ..
والحزن بالفؤاد التف ..
والقلب من الأسى حف ..
وطائر الحنين قد حط ..
.
.
سيدي ..
في ذكراك الثامنة ..
كل شيء يؤلم ..
كل شيء يدعوني للأسى ..
كل شيء يمزق حشاشتي ..
كل شيء ينتظر الغروب ..
كل شيء يشتاق للرحيل ..
كل شيء يبشر بالندم ..
.
.
سيدي ..
دموعي بين يديك ..
في كل عام تحن إليك ..
تتمنى رؤية عينيك ..
تشتاق إلى خديك ..
.
.
سيدي ..
ولا أملك غير قطرات الدموع ..
بل تلك القطرات لا أملكها ..
جففتها آلآم ذكراك ..
لم يبقى في صوتي غير الشحوب ..
.
.
سيدي ..
أحن إليك ..!
.
.
دمت مطمئنا ..!
إليك قد اشتقت كثيرا ..
.
.
19-8-1432هـ
آخر الردود